تتميز العلاقة بين الجريمة وانتشار الإرهاب في الساحل الإفريقي بكونها علاقة معقدة ومتعددة الأوجه حيث بات من الواضح مدى تركيز الجماعات المتطرفة على تعزيز قدراتها التشغيلية وترسيخ نفوذها أكثر من تركيزها على المبادئ الدينية التي تزعم تبنيها. كشفت الدراسة البحثية التي أجريناها في مركز صواب عن تبني مختلف التنظيمات المتطرفة في الساحل استراتيجيات متباينة مثل سياسة احتجاز الرهائن وفرض الضرائب من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتركيز ولاية الساحل التابعة لداعش في السيطرة على طرق وتجارة المخدرات. العلاقة بين التنظيمات المتطرفة والعصابات المجرمة هي بلا شك علاقة معقدة. توصي الدراسة التي أجريناها بضرورة دمج وتكامل الجهود المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية في سبيل معالجة النزاعات القائمة بكل كفاءة وفعالية.